top of page

لغز الغرفة

  • محمد عبدالتواب
  • May 2, 2016
  • 2 min read

هكذا كانت حكايات والدتي عن جدي كثيرة مٌفعمة بالأحداث والإثارة وكنت أتسائل دوماً كيف لرجل مثل جدي هذا يتحمل كل تلك الأحداث المٌرعبة التي صادفها في حياته بدون أن يرغب في ذلك, أم أن تلك الحقبة كان من الطبيعي أن تصادف تلك الروايات والحكايات بسهولة وقد إعتاد الناس علي ذلك فربما هنالك آلاف القصص والحكايات تاهت وفقدناها ولم تجد أحد يحتفظ بها أو يدونها مثلما أن فعلت ذلك !!!

في واقع الأمر كنت أشعر أن جدي هذا مثل الرحالة الذي يرتحل من مكان لآخر لكي يجد به حكاية جديدة تتذكرها والدتي لكي تخبرني بها ففي تلك الليلة التي كنت أتبادل الحديث مع والدتي روت لي تلك الحكاية قائلة :

ــ في أواخر الخمسينيات في القرن الماضي إرتحل والدي إلي مدينة أخري أثناء عمله بالبوليس إلي مدينة تُدعي شبراخيت, في تلك الفترة كانت عائلتي أصبحت كبيرة لكثرة الأطفال بها, فكان في ذلك الوقت لم تكن الكهرباء منتشرة في ربوع مصر فكان من عادة أهل هذا الزمان إستخدام حجرة في المنزل لتخزين الحبوب والغلال ومنتجات الألبان حيث أنها في الغالب تكون رطبة إلي حداً ما وكان أهل المنزل

يطلقون عليها غرفة ( الخزين ).

عندما إستقرت عائلتي في ذلك المنزل الجديد إستقرت جوالدتي علي حجرة معينة لكي تخزن بها القمح والأرز والذرة وكل مايتطلبه منزلها من كميات غذائية ولكنها بعد فترة لاحظت شيء غريب في تلك الغرفة

حدقت عيني وأنا أتطلع إليها قائلاً :

ــ واهو هذا الشيء الغريب في تلك الحجرة ؟!!

ــ لاحظت جدتك أن كميات الحبوب والخزين لا تنقص بالرغم أنها تستهلك كل يوم كميات كبيرة ممن داخل تلك الحجرة من مواد غذائية فنفس الكميات كما هي منذ اليوم الأول التي وضعتها جدتك ولم تنقص شيء حينها أطلقت جدتك علي تلك الغرفة إسم شائع بين أفراد الأسرة وهو غرفة الخير لأنها كانت تعتقد أن بها ملائكة هي التي تعوض تلك الكميات المستهلكة كل يوم دون أن تنقص جرام واحد

ــ حقاً إنه شيء غريب بالفعل

ــ نعم حيث حكت جدتك لي جدك ما يحدث في داخل تلك الحجرة فلم يقتنع جدك بكلام جدتك وأصر أن يكتشف ما بداخل تلك الحجرة, قرر أن يقضي ليلة في تلك الحجرة لكي يري ماذا يحدث بداخلها وأنا أعتقد أنها شجاعة منقطعة النظير لا أستطيع أن أجاريه فيها أو أقوم بمثل مافعل

بالفعل ذهب جدي إلي تلك الغرفة وقضي ليلته فيها وفي الصباح إنتظروا خروجه من الغرفة لكي يذهب إلي عمله فلم يخرج فتوجست جدتي خيفتاَ عليه لربما يكون قد حدث مكروهاً ما له داخل تلك الغرفة.

فجمعت أطفالها ومن معها ممن يساعدوها في المنزل وفتحت باب الغرفة وكانت المفاجأة.

وجدوا جدي معلقاً من قدمه في السقف وأنه نائم نوماً غريباً فأيقظوه فوجد نفسه معلقاً دون أن يدري ماذا حدث له وكيف حدث هذا !!!!!

كانت التساؤلات تتقافز بداخل عقلي حيث توجهت إلي والدتي قائلاً :

ــ وكيف هذا حدث ؟!! .... وما السبب ؟!!

ــ لم نكن نعلم السبب ولكن الجميع كان يتجنب الحديث عن تلك الغرفة ولا نستطيع الدخول إليها سوي في النهار وليس في الظلام خوفاً أن يحدث لنا شيء بداخلها .... فمثل تلك الأشياء كانت تحدث كثيراً ولا نهتم بتفاصيلها ولكننا كنا نتعايش معها فقط دون أن نبحث عما يحدث حتي لا نفتح أبواب لا نستطيع أن نغلقها بعد ذلك


Comments


        رواية لعنة الجبل
         رواية بقايا رجل   

© 2023 by The Book Lover. Proudly created with Wix.com

  • Grey Facebook Icon
  • Grey Twitter Icon
  • Grey Google+ Icon
bottom of page