
محمد عبد التواب
كاتب وروائي
رواية لعنة الجبل

القرية في حضن الجبل, الفتي همام والقدر واللعنة التي تسري في دماء عائلته و الرياح التي تصرخ بين جنبات المنازل والمرأة العجوز التي يخشاها الجميع, الكل يهرول عندما يراها قادمة, تقترب من همام تهمس له بعبارات مٌتقطعة, اللعنة والملكة, الكل يخشي أن يتحدث, الكل يهمس في أغواره متمتماً بما يخشي منه, همام حائر ما بين ما يشعر به وما يخشاه أهل القرية من هذا الجبل, يظن أن القدر قد رسم خطوات حياته ما بين الأقصر وهذا الجبل, الشيخ يوسف يحمل بين طياته أسرار لا يعلمها أحد,مستر جيمس القادم من وراء البحر لكي ينقب عن أثار الفراعنة, لا يؤمن بالخرافات واللعنة التي لا يعرف عنها همام سوي تمتمة تلك المرأة العجوز, الحقيقة ربما في ذلك الجبل جبل المغاوير, وهل هنالك ملكة في ذلك الجبل ؟!! ... كيف ذلك ومستر جيمس لم يسمع بذلك قط, هل الملكة التي تسكن ذلك الجبل هي من أرسلت تلك المراة العجوز إلي همام؟!! ... ولماذا همام ؟!! .... وشبح والده الذي يطارده في كل مكان يرسل له إشارات لشيء ما, هل القدر سوف يسمح له أن يعبر بوابة اللعنة ليفهم ماسر تلك اللعنة التي تكسو علي ملامح أهل القرية بغلالة قاتمة من الحزن والفزع ؟!! ... لم يكن هنالك خيار لهمام بأن يصعد إلي ذلك الجبل رغم كل تلك الذئاب السوداء المنبعثة من ثنايا ذلك الجبل بتلك العيون الحمراء المٌتوهجة التي تحمي هذا الجبل, لا مفر من الصعود إلي هذا الجبل فربما قد وقع عليه الإختيار في تلك المّرة, ربما سوف تسمح له الملكة بأن يتجاوز حدود مملكتها ويصعد إلي حافة الجبل, لكن كيف يكون في ذلك المكان ملكة علي بُعد مئات الكيلومترات من ضفة النيل ؟!! ... يموت من يموت في القرية ويشعر همام أنه لابد أن يصعد إلي الجبل يحمل معه قنديل وأوراق يسجل ما يتراءي له في الأعلي, علي حافة الجبل ذلك الكهف المٌظلم يلج إليه همام بخطي متثاقلة حيث ترتعش ساقيه يضيء ذلك القنديل, إنه معبد بكل تلك الأعمدة والرسومات والنقوشات التي تٌزين هذا المعبد وذلك التمثال الذي يشبه امرأة يكاد أن يزفر أنفاسه في وجهه, تلك الطاولة الرخامية التي أمام ذلك التمثال, هنالك شيء ما يراقبه بداخل ذلك المعبد ربما تكون خنتكاوس هي من تراقبه, يعود مُسرعاً إلي مستر جيمس الذي يخبره أن خنتكاوس لم تكن ملكة ولا تنتمي لأي أسرة ملكية فرعونية, ياتري من هي خنتكاوس وماهي قدرتها التي تمنحها تلك اللعنة التي أصابت أهل القرية لكل تلك الأعوام التي مضت ؟!!
دار النشر : مؤسسة شمس للنشر والإعلام القاهرة