طاجن بازلاء
- محمد عبدالتواب
- Apr 23, 2016
- 9 min read

دائماً كانت الشلة متغيبة عن المحاضرات والسكاشن بسبب كثرة وتنوع أنشطة الشلة مابين النوم طوال النهار والتسامروالتسكع علي المقاهي طوال الليل. فالبرغم أننا كنا نسكن المدينة الجامعية وأن ميعاد غلق البوابة الرئيسية الساعة العاشرة مساءاً ولكنها كانت ليست مشكلة بالنسبه لنا لأننا كان لنا نفوذ في كل مكان وخاصةً الشاويش يوسف أو كما كنا نناديه عم يوسف كان لايستطيع أن يقاوم قطعة هريسة أو كيلو يوسفي نقدمها له عند عودتنا إلي المدينة الجامعية مهما كان الوقت مُتأخراً أو أنه في سبات عميق. المشكلة كانت السكاشن لأنها كانت مرتبطة بنسبة الغياب وبالتالي الحرمان من دخول إمتحانات نهاية العام, فكرة الإنتظام في الدراسة كانت فكرة بغيضة بالنسبة للجميع ربما لأننا لم نكن نستوعب أي شيء مما يقوله أستاذ المادة وأتذكر في أول عام جامعي لي عندما كنت نشيط وقررت أن أستمع إلي محاضرة وجلست في المقاعد الأمامية ومعي أوراقي وأنا في قمة الحماس لكن بعد مرور بعض الوقت شعرت انني لا أختلف كثيراً عن تلك الحيوانات التي غٌلبت علي أمرها في مزرعة الكلية, الكل من حولي في قمة الإنتباه ويكتبون كل ما يخرج من فم أستاذ المادة حتي لو كانت عطسة كانوا يذكرونها في أوراقهم , قررت في حينها أنني لن أعود إلي تلك المدرجات مّرة أخري ,بالفعل لم تراودني هذه الفكرة مّرة أخري حتي أنني أتذكر في العام النهائي لي في الجامعة ,في ذلك العام كان لدينا رئيس قسم المعدية رجل شديد ذو بأس معروف بأن الكثير من الطلاب لا يستطيعون إجتياز تلك المادة فهو قاس القلب ومن السهل أن يعاقب أي طالب بدون أي سبب,كنت جالس بجوار مبني المحاضرات أنا وصديق لي وكنت مميز بين طلاب تلك الدفعة بسبب إطالة شعري حتي كتفي وإرتدائي كاب دائماً فمر علينا رئيس القسم وهو متجه إلي مبني المحاضرات لإلقاء محاضرة لدفعتي ,كنا جالسين نتتبع خطوات الفتيات المارة ذهاباً وإياباً من أمامنا ونحن نلعن اليوم الذي أتي بنا إلي هذا المكان ,أتذكر نظرة هذا الأستاذ وهو يتأمل وجوهنا وهو في طريقه إلي المحاضرة ,لم يكن لدي شك أنه يدرك أننا في تلك الدفعة وأننا يجب علينا إجتياز عقبة تلك المادة الصعبة, كنا في واقع الأمر ننتظر الجزء العملي لهذه المادة والتي يشرحه لنا شاب صغير يدعي ياسر وكنا نتعامل معه علي أساس صديق لنا فقلوبنا مطمئنة وليس هنالك شيء يدعو للقلق ولكن حدث مالايحمد عقباه تغير الوضع وقرر هذا الأستاذ أن يكون بديلاً لياسر وهذا سبب قلق وتوتر لي ولصديقي لأننا سوف نكون في قاعة صغيرة وجهاً لوجه مع رئيس القسم فهل سوف يتذكرنا عندما مر بجوارنا في الصباح ؟!! في الممر المؤدي إلي قاعة السكشن وجدنا رئيس القسم يقف بجوار الباب ينتظر الطلاب القادمين, شعرنا بالريبة وأن هذا الرجل يتربص بنا بدون أي شك , مررت بجواره وهي يتأمل ويتطلع في وجوهنا ونحن نحاول أن نخبيء ملامحنا ونتظاهر أننا نتطلع إلي الجهة المقابلة له حتي كدنا أن نتجاوزه ولكن بدون ان أقصد وبحسن نية تحدثت قائلاً : ــ صباح الخير يا دكتور كانت هي تلك الكارثة بجميع أشكالها فهو في واقع الأمر لم يدرك أننا من كنا نجلس في الصباح بجوار مبني المحاضرات حتي إلتفت إلينا قائلاً : ــ تعالي يابني هنا ........ إنتم كنتم في المحاضرة الصبح ؟!! ــ لأ يادكتور النهاردة السبت وإتاخرنا في المواصلات وإسأل حتي يوسف أد إيه أنا كنت حزين وبعيط وبقول السواق إجري يا يا أبو أحمد عشان لازم أحضر المحاضرة موش كده يا هاني ــ يادكتور حضرتك ما تعرفش أد إيه بنعشق المادة دي و كلامك إللي كله حكم ومواعظ .... دا أنا بحلم كل يوم بكلامك يا دكتور تطلع رئيس القسم إلي وجوهنا وهو صامت يتفحصنا وقد بدأت علامات الغضب تبدو جلية علي ملامحه بوضوح ــ ومين إللي كان قاعد قبل المحاضرة جنب المبني ؟!! ...... أمي ــ حقيقي معرفهاش جايز ...كل شيء جايز في اليومين دول ــ تعالوا أقبلوني لو نجحتم في المادة دي بره إنت وهو وإياكم أشوف وشكم تاني أيقنا في تلك اللحظة أننا بلاشك قد رسبنا في هذه المادة ومهما حاولنا من محاولات مع رئيس القسم. الكل كان يبشرنا بمستقبل باهر مع هذه المادة والتي من الممكن أن نظل بها لمدة أعوام قادمة كثيرة ومن الممكن أن نتزوج وننجب أطفال ينتظروننا أثناء إمتحان هذه المادة بدون أن نستطيع أن نجتازها , لم نكن نشعر بأي شيء من تلك المشاعر التي يجب أن نشعر بها في هذا الموقف مثل الحزن والندم أو أن مستقبلنا علي وشك الضياع بل كنت أنا وصديقي نشعر بالبلاهة والسخرية المتواصلة من رئيس القسم وهو يكاد أن يركض خلفنا وهو يقذفنا بالحذاء. مر أسبوعان علي هذه الواقعة ونحن نتجنب رؤية رئيس القسم حتي لا يتذكرنا مًرة أخري فيعمل جاهداً علي إصدار قرار من مجلس الجامعة بفصلنا تماماً من الكلية ,الصدفة هنا لعبت دورها عندما تقابلت معه بالمصادفة في الردهة العلوية لقصر الكلية ولم أجد أي مكان لكي أفر من أمامه , إقترب مني رئيس القسم ثم تطلع إلي وانا أكاد أتبول في سروالي قائلاً : ــ أمي إللي حضرت المحاضرة ؟!! ــ والله يا دكتور أنا معرفش طنط بس أكيد هي ست عظيمة عشان جابت راجل عظيم زيك كده ــ خلاص أنا حاسمحك بس لازم تحضر المحاضرات كلها ــ مابلاش موضوع المحاضرات دي يا دكتور كفاية السكاشن عشان الدكتور قالي بلاش مادة المعدية عشان المناعة عندي ضعيفة ــ إمشي يا فاشل من أقدامي ونبي ما إنت فالح ياجذمة هكذا كانت حياتي في الجامعة فأنا لا أتحمل ان أكون مواظباً علي تلك المحاضرات والسكاشن وهذه كانت مشكلة بالنسبه لي ولباقي أفراد الشلة , كان لابد من وجود مخرج لتلك المشكلة, كنا نعتمد دائماً علي علاقتنا الحميمية مع المعيدين لأننا كنا كلنا نمتاز بخفة الدم وروح الدعابة و التفاعل معهم في كل الأنشطة الرياضية والفنية ولكن المشكلة هنا كيف نقنع كل هؤلاء المعيدين بأنهم يتغاضوا عن نسب الغياب التي فاقت كل التوقعات ماعدا سيكشن واحد فقط كنت أنا منتظم فيه كذلك بقية الشلة التي كانت تصر بإلحاح علي حضور هذا السكشن معي بالرغم أن أسمائهم ليست مقيدة سجل الحضور والغياب لهذا السيكشن وقد تعجب معيد هذه المادة من سلوكنا الغريب وإنتظامنا المفرط في الحضور وعندما توجه بالسؤال لنا قائلاً : ــ أموت وأعرف إشمعني السيكشن ده كلكم مركزين فيه أوي ... حاموت وأعرف إيه السبب تعجبنا جميعاً من السؤال ونظرنا إليه نظرة كلها براءة بأننا نحبه ونتعلم منه الكثير قائلين : ــ يا دكتور هوا إحنا بنحبك من شوية دا المعلومة بتطلع من بقك زي الشيكولاتة بنحس بطعمها علي طول ونفتكرها أكننا ذاكرناها ألف مرة ومرة بالطبع المعيد لم يصدق هذا الهراء لأنه يعلم جيداً وأن هنالك سبب آخر وهو ذلك الجورب النصفي الشفاف ذو الفراشة اللولبية. توجهنا جميعاً إلي كل هؤلاء المعيدين في كل الأقسام لنجد الحل وكان الحل هو إقامة مباراة كرة قدم فاصلة بين فريق الشلة وفريق المعيدين فإذا كانت الغلبة لنا يتم شطب الغياب وتكون درجات السكاشن إمتياز أما إذا كانت الغلبة لفريق المعيدين فهذا معناه حضورنا باقي السكاشن كالجذم حتي لا نٌحرم من الإمتحانات لذلك كان يجب علينا أن نأكل النجيل حتي الثٌمالة لكينربح تلك المباراة , بالفعل كنا نتدرب بجميع الطرق ووضع الحلول الممكنة من وضع خطة لعب أو وجود شخص ما من الشلة داخل الأشجار بنبلة لأصابة أفراد فريق المعيدين أو بإتصال هاتفي من مجهول لهداف فريق المعيدين قبل المبارة بقليل لنخبره بأن كل أفراد عائلته قد ماتوا غرقاً في الحمام .......... لكن كانت المشكلة في هذه الخطة هل هذا المعيد لدي والده بانيو أم لا ؟!! إذن كان هدفنا هو النصر بأي وسيلة ممكنة, يوم السبت من كل أسبوع كان يعتبر لدينا يوم مقدس مثل اليهود لأننا كنا ننتظر بكل لهفة وشوق طاجن البازلاء التي تٌرسله لنا أم أشرف صديقنا في الشلة
هذا الطاجن كان جزء من المعونات التي تٌرسلها لنا أم أشرف أسبوعياً حتي أننا أكتشفنا بعد فترة أننا أصبحنا مٌدمنين عليه حتي أننا لاحظنا تكرار ظهورتلك الأعراض الغريبة في اليوم السابق لإرسال هذا الطاجن لنا مثل التوتر والرعشة المتواصلة والرغبة في صفع الأخريين علي قفاهم نتيجة ظهور أعراض الإدمان تلك لطاجن البازلاء فكنا كثيرا مانتصل بأم أشرف بدون علم أشرف طلباً في المزيد من طواجن البازلاء حيث لم نكن نعلم ما السر ومحاولات أمهاتنا في التفنن في صنع هذا الطاجن لإيجاد البديل ولكن كل المحاولات بادت بالفشل وبالتالي لم نكن نعرف ما السر الخفي في هذا الطاجن فأعتبرناه أنه سر من أسرار التحنيط لدي الفراعنة القدامي ربما قد ورثته والده أشرف عبر أجيال عديدة, يوم المباراة الفاصلة قرر أشرف أن نحتفل بالنصر بطريقة مختلفة وأعلن رسمياً أن سر طاجن البازلاء قد تسرب وقد أستطاع من خلال مواهبة التجسسية بمراقبة والدته ومتابعة أنشطتها المنزلية قد قام بدس حشيش لوالدته وحلف عليها أغلظ الأيمان أنه سوف يبلغ عنها إلي أقرب قسم شرطة لو لم تطلعه علي سر الخلطة ولذلك ستكون فرحة النصر فرحة عارمة ومضاعفة فرحة النصر في المباراة وفرحة طاجن البازلاء الأول لنا , لم يكن لدينا الوقت الكافي لتجهيز مكان أول تصنيع طاجن بازلاء محلي الصنع ولأنه سوف يكون طاجن ضخم فكان يجب علينا أخذ جميع التجهيزات و التدابير اللازمة لطاجن البازلاء من كميات ضخمة من البازلاء تٌعادل أربع كيلو جرامات من المادة النشطة للبازلاء بالإضافة إلي المادة المٌخصبة وهي كمية كبيرة من البصل, كل ذلك بالإضافة إلي ملابس المباراة تم أخذها إلي الكلية حيث فرشنا الغبراء داخل الحرم الجامعي والكل حولنا مندهش ماذا يفعلون هؤلاء بكل هذه الأواني والأكياس المحملة بالبازلاء والبصل حتي أننا كنا نقشر البازلاء ونقذف من يمر بجوارنا من فتيات وزميلات لنا بقشر البازلاء , لم يكن عدد الإحتياطي كافي لتقشير البازلاء فتم أستدعاء إحتياطي الفريق الآخر للمساعدة بل طلبنا مساعدة بعض حرس الكلية للمساعدة , كانت المشكلة في البصل وتقشيرة ولأنه غير مستقر وينتج عنه مواد نشطة مسيلة للدموع طلبنا المساعدة من زميلاتنا داخل المدينة الجامعية الخاصة بالفتيات , وبالفعل جاءو وأخذوا البصل معهم لتقشيره في مطبخ المدينة الجامعية للفتيات , بالفعل تم تحضير كل المواد اللازمة لتحضير أول إنشطار بازلائي بقيادة العالم الجليل أشرف إبن أّم أشرف. المباراة كانت عصيبة وهناك شك في الهزيمة مما جعلنا نرشوا الحكم بطاجن البازلاء ومايحتويه من قطع لحم كبيرة لم يٌشاهدها منذ كان لونها أحمر اللون ,بالطبع كانت خٌدعة لأننا لم نكن نري اللحمة أيضاً منذ أمد بعيد ولم نكن نملك المال لذلك , بالفعل إحتسب لنا الحكم ضربة جزاء لم يستطع أيمن إدخالها أعادها الحكم ثلاث مرات حتي أستطاع أيمن إدخالها في المرمي بعدما توجه الحكم إلي أيمن قائلاً له : ــ أبوس رجلك دخلها حاتفضحوني والمعيدين يعرفوا أني بعتلكم الماتش بالفعل إنتهت المباراة لصالحنا مع الكثير من الإصابات البالغة مثل شرخ في قدمي وكسر قدم معيد وكسر مضاعف في ساعد أحد المعيدين بالإضافة إلي إصابات وجروح بالغة نتيجة العض إثناء الإلتحام, ذهبنا جميعا بما فينا الحكم للإحتفال بالإنتصار وعمل طاجن البازلاء. تمت مباحاثات ومداولات كثيرة بين أشرف وأم أشرف عن بعض التقنيات اللازمة لتصنيع أول طاجن بازلاء محلي وذلك من خلال الهاتف أذكر أننا أنفقنا مبالغ طائلة علي تلك المكالمات التي تعادل وجبة دسمة لكل أفراد الشلة بما فيهم الحكم في مطعم أبو هداية الدولي. داخل المطبخ تم تشكيل فريق كامل لتجهيز هذا الطاجن الذري ولكن قبل الدخول في تفاصيل صناعة الطاجن لابد أن نحكي قصة الملحمة العظيمة قصة أول طاجن بازلاء محلي الصنع, كانت أول مشكلة تواجهنا أن البازلاء كانت تحتاج إلي تقشير وليس لدينا وقت كافي بسبب مبارة التحدي مع المعيدين فقررنا من يجلس خارج المباراة يقوم بالتقشير وهكذا لكن صديقنا خالد والذي كان مصاب بكسر في قدمه أستغل هذة الفرصة وأخذ يقذف الطالبات المارة بقشر البازلاء ثم تتطور الأمر إلا أنه طلب من بعض الطالبات بتقشير البازلاء فمنهن جلسن بجوار خالد يصدحون بأغاني تشجيعية وإنطلقت الزغاريد المؤيدة لفريقنا وللنصر القادم من بين النغمات المنبعثة من تصفيق وضحكات صاخبة وصديقنا خالد يتراقص بينهن بعكازه حتي تناسي الدور الجليل المنوط به وهو تقشير البازلاء, الوقت يداهم صديقنا وصديقاتنا فقررن أن يتم تقشير تلك الكميات الضخمة داخل المدينة الجامعية الخاص بالبنات لأنه يعتبر مشروع قومي ومقدس للجميع وكذلك البصل من أجل الشلة وأتذكر أن البازلاء قد تجاوز وزنها الخمسة كيلو جرامات بالرغم أنني من إشتريتها وكانت أربعة كيلوا جرامات فقط ,وبالفعل إجتمعت الكثير من صديقات الشلة وقاموا بتقشير البازلاء داخل مطعم المدينة وقد صاحب عملية التقشير مهرجان فلكوري شعبي من الزغاريد والرقص داخل المطعم وقد شمل المشرفات أيضاً من أجل إنجاز المهمة الصعبة. نعود مرة أخري إلي المطبخ وفريق العمل برئاسة الشيف أشرف كان أشرف عصبي ويشعر أنه جراح قلب ويتعامل مع الطاجن كأنه مريض علي وشك الموت وأحياناً كنا نجده فجأة يتركنا ويهرول نحو الشارع بالشبشب من أجلالإتصال بوالدته لمعرفة ماهي الخطوة التالية. ويجب هنا أن أسجل شكري وعرفاني لأم أشرف لأنها كانت تصنع لنا هذا الطاجن وكانت ماهرة لدرجة أنها لا يستطيع أحد من أمهاتنا تضاهيها في عمل طاجن البازلاء باللحمة. في المطبخ كنا نسمع صراخ وآهات وضرب وآنين ولم أستطيع أن أتشجع لكي أعرف ماذا يحدث بالداخل ولكنه يبدو لي أن الفريق الخاص بتصنيع الطاجن كان يتشاجر بدلاً من تكملة عملية تصنيع أول طاجن بازلاء محلي. في النهاية تم تصنيع الطاجن حتي أننا شعرنا أن هذا الطاجن قد تخطي كل الحدود بل أصبح مدمر بل أعتقد أن أشرف ينوي الخروج بالطاجن إلي الشارع لكي يخبرهم بقصة نجاحه في صنع أول طاجن بازلاء له. كنا ننتظره كأننا قادميين من المجاعات الموجودة في الصومال حيث ظهرت علامات غريبة علي بعض أفراد الشلة من شدة الجوع مثل النظر إلي السقف أو الهجوم المفاجيء علي من يجلس بجواره لكي ينهش أي جزء في جسده. تم وضع الإناء الضخم وسط الغرفة ثم فوجئنا بهجوم ضاري علي الإناء وتشابكت الأيدي وبدأنا نسمع صراخات وسباب وشباشب تٌضرب علي الرؤوس وأحذية تتطاير في الهواء ثم تسقط في الإناء. لم نكن نري الطاجن من كثرة الأيدي التي كانت موجودة داخل الإناء, فقط نسمع صوت ضرب ودماء تتساقط من حولنا نتيجة التزاحم العنيف علي الإناء. بعد فترة وجيزة أكتشفنا سبب كل هذا فنتيجة تشابك الأيدي أدي ذلك أن البعض بدل أن كان يلتهم البازلاء كان يلتهم أصابع شخص آخر مما أدي إلي عملية عض جماعي داخل الإناء. ويقال أن بعض أفراد الشلة كان يأكل بيديه وساقيه حتي يستطيع أن ينافس الوحوش التي تأكل معه وأنه فقد أحد أصبع قدمه لأن صديق آخر ظنها قطعة لحم قد إكتشفها هو فقط. حمدنا اللّه أن الإناء مازال موجود لم يٌؤكل ومازال باقي لأنه الإناء الوحيد لدينا المشكلة أننا في نهاية الأمر عندما أحصينا الإصابات والجروح وجدنا أن بعض أفراد الشلة قد فقد أصابعه وآخريين قد تعرضوا للعض مما إستلزم أربع غرز ومصل مضاد لداء الكلب وبالتحري علمنا أن سبب كل هذا هو الحكم الذي كان يعتقد أن هناك قطع لحمة بداخل الإناء فألتهم أصابع من كانت يده في الإناء. فعملية إلتهام الطاجن لم تستغرق أكثر من خمس دقائق فقط ولكن النتائج كانت مؤلمة ووحشية. الأغرب أننا أكتشفنا أن أشرف قد نسي وضع عصير الطماطم والصلصة علي طاجن البازلاء وهذا كان سبب أندهاشنا لماذا لون الطاجن أخضر بدل أن يكون أحمر ولكن تناسينا ذلك لأنه كان أطعم طاجن إلتهمناه لأنه من صٌنع إيدينا
Comments