هذه الطيور
- محمد عبدالتواب
- Apr 18, 2016
- 2 min read

دائماً عندما أشعر بالوحدة أو انني وحيداً ولا أشعر بدفء المشاعر حولي أبحث عن وسيلة أو طريقة أبحث بها عن السعادة أو أنسي للحظات ذلك الحزن الذي ينتابني كثيراً فأنا مثل صائد السمك الذي يمكث علي ضفة النهر طوال اليوم ملامحه مٌتجمدة ثابته بدون أي تعبير فقط ينتظر ذلك الخطاف الذي يقبع أسفل سطح الماء ليغري سمكة ما ليفرح بها الصياد عندما يراها وهي تخرج من بين صفحات ماء النهر ليفرح بها لمدة دقائق بسيطة ثم تعود ملامحه إلي حالة العبوث مّرة آخري.
أفعل ذلك من أجل تحرير نفسي وروحي من تلك الأغلال التي تقيدها لأمنحها بعض من الحرية, بعض من السعادة فعندما أنظر إلي السماء وأتأمل تلك الطيور التي تحلق بعيداً بالقرب من تلك السحب, أراقب حركاتها بدقة فأجدها تتحرك وتغير من إتجاهها بطريقة مُفاجأة ولا أفهم لماذا ولكن أشعر أن روحي تريد أن تحلق مثل تلك الطيور بالقرب من الأفق, أحياناً أشاهد تلك الطيور في جماعات مُتناسكة مُتماسكة كأن هنالك شيئاً ما يجعلهم سعداء وهم جميعاً يحلقون سوياً وأحياناً أري طائراً يطير بمفرده مُحلقاً بعيداً عن السرب كأنه يبغي الحرية التي أتمناها, في الواقع أجد نفسي مثل هذا الطائر يبغي شيئاً مختلفاً عن الجميع يعشق أن يبحث عن أشياء مٌختلفة في تلك الحياة عن الآخريين, فهذا الطائر مثلي له هدف آخر يغرد مُنفرداً باحثاً عن شيء جديد في تلك السموات, لذلك دائماً أغلق عيناي وأتخيل نفسي مثل تلك الطيور لدي جانحين أشعر بهما وأحلق بهما نحو تلك السماء بالقرب من الأفق, فقط مثل هذا الطائر أحلق في السماء بدون قيود أو شروط تكبل حريتي بتلك السلاسل الثقيلة التي تمنعني من الحركة.
أرغب في أن أحلق بدون سبب فقط لكي أكتشف كل تلك العوالم وهذا الكون المُتسع لأصبح منه جزء, شيء يتحرك في هذا السكون العميق فربما أجد حريتي هناك بدون قيود أو أجد نفسي وروحي المُكبلة هنالك وأجد الطريق لكي أتأمل تلك الحياة بكل جوانبها من مكاناً آخر وهو السماء من بين تلك السحب الصافية وخلفيتها الزرقاء بدون أي غيوم.
لكن كيف أفعل ذلك ؟!!
في الواقع لا أعلم ربما سوف يبقي مُجرد حلم من أحلام كثيرة تطوف في خاطري بدون أن تتحقق منها شيء, سوف أعيش مثل باقي البشر علي تلك الأرض أجد تلك القيود في كل مكان تحمل أشواك الآلم والحزن بداخلها رغم كل محاولاتي أن أحلق في تلك السماء مثل تلك الطيور
Comentarios